الامم المتحدة (رويترز) - سيضغط الملك عبد الله ملك المملكة السعودية من اجل التسامح الديني في اجتماع للامم المتحدة يفتتح يوم الاربعاء هادفا ليس فقط للتأثير على الغرب وانما ايضا ليبعث برسالة الى معارضي الاصلاحات في الداخل.
وقال جمال خاشوقجي رئيس تحرير صحيفة الوطن وعضو الوفد المرافق للملك ان الملك يريد ان يوجه رسالة الى العالم الغربي لتغيير فكرة ان الاسلام دين حرب وارهاب. لكنه يريد ايضا ان يبعث برسالة تسامح الى بلاده حيث يواجه مشاكل. وتابع أن العاهل السعودي يريد أيضا ان يغير عقلية الشعب السعودي ومؤسسته الدينية.
وكان الملك عبد الله الذي تروج الدعاية داخل السعودية انه معتدل قد التقى بالبابا بنديكت في الفاتيكان في العام الماضي ودعا رجال دين سنة وشيعة الى مكة المكرمة في مارس اذار وزعماء دينيين الى مؤتمر في مدريد في يونيو حزيران.
وتعقد الجمعية العامة للامم المتحدة بمبادرة منه اجتماعا يومي الاربعاء والخميس لاجراء مناقشة حول القضايا المشتركة "بين الاديان" وحول "ثقافة السلام."
ومن المقرر ان يشارك في الاجتماع الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري والرئيس الافغاني حامد كرزاي الى جانب زعماء ودبلوماسيين من نحو 60 دولة اخرى.
وعلى العشاء الذي يقيمه الامين العام بان جي مون مساء يوم الثلاثاء يشارك الملك السعودي لاول مرة لتجمع يضم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وقال مسؤولون سعوديون انه لا توجد خطط لعقد لقاءات مباشرة.
ويرفض المنتقدون اجتماع الجمعية العامة بوصفه مسألة علاقات عامة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها في نيويورك ان على زعماء العالم ان يضغطوا على الملك عبد الله من اجل انهاء ما يقال عن "تمييز ديني منظم" في المملكة السعودية.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة المنظمة بالشرق الاوسط "لا توجد حرية دينية في المملكة السعودية ومع ذلك فان المملكة تطلب من العالم الاستماع الى رسالتها حول التسامح الديني. ينبغي ان يدور الحوار حول الاماكن التي يسود فيها انعدام التسامح الديني بشدة ومن بينها المملكة العربية السعودية."
وقلل الرئيس الحالي للجمعية العامة سفير نيكاراجوا ميجيل ديسكوتو بروكمان الذي يستضيف الاجتماع من الجانب الديني قائلا انه يدور حول القيم المشتركة.
وقال في مؤتمر صحفي "نحن لسنا هنا للحديث عن الدين. اننا هنا للحديث حول جمع قيمنا العميقة ووضعها في خدمة عملية صنع القرار من اجل مساعدة العالم على الخروج من دوامة الازمات المتعددة في الوقت الراهن."
وتنظر المؤسسة الدينية السعودية التي تنتمي الى المذهب الوهابي الى المسلمين الاخرين خاصة الشيعة على انهم كفار كما تتفادى اي اتصال مع غير المسلمين. وهي لا تساند مبادرات الملك عبد الله.
ولم يتوجه مفتي السعودية الذي يمثل الاراء الرسمية للدولة حول الشؤون الدينية الى المؤتمر في اسبانيا الذي حضره حاخامون من اليهود الامريكيين.
ولا يستطيع غير المسلمين ممارسة شعائرهم الدينية علنا في المملكة السعودية ويواجه المتهمون باهانة الاسلام الاعدام بقطع الرأس.
وقال خاشوقجي ان الاصلاح سيأتي ببطء.
وأضاف أنه يمكن للملك ان يغير من المواقف ويستطيع ان يعين ويفصل الناس لكنه لا يستطيع ان يغير عقلية الناس او المؤسسة الدينية بسرعة. وشدد على أن التغيير ينبغي ان يأتي تدريجيا.
الأربعاء نوفمبر 12, 2008 2:16 pm